::صيد الخاطر ::
توحيد الألوهية : هو إفراد الله تعالى بالعبادة القولية و الفعلية والقلبية .
و لا يصح توحيد الألوهية إلا بالكفر بالطاغوت لأن الإفراد يقتضي ذلك ، ولولا الكفر بالطاغوت لا يكون المرء موحدا قال تعالى :"فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى "
والطاغوت الذي أمرنا بالكفر به نوعان :
1. طاغوت عبادة وهو ما يقصد من دون الله بالعبادات القولية و الفعلية و القلبية .
2. طاغوت حكم وهو ما يقصد من دون الله بعبادة التحاكم و الطاعة ، فكل ما تحاكم له العبد من دون الله وجعله ندا لله في الحكم فهو طاغوت و متخذه عابد له .
هذه من أصول ديننا الحنيف ومن ملة إبراهيم عليه السلام ،،
لكن هنا ملاحظة مهمة :
كثير من الناس قد يقرون لك بالأول وهو طاغوت العبادة فيكفرون به أو يرون عبادته كفرا ، فمن صلى لغير الله و حج لغيره يعتبر مشركا وهم قد يقرون هذا ، لكن طاغوت الحكم قليل من يقر به و يعتقد وجوده أصلا وهذا من غربة الدين .
نعم الكثير جدا لا يظن إعطاء الطاعة لغير الله نوع العبادة التي تجوز إلا لله ، الكثير لا يظن أن إعطاء حق الأمر و النهي والثواب العقاب لغير الخالق سبحانه كفر وشرك ،و يجهل الكثير أن طاعة المخلوق مع الله في شيء هو من خصائص الله كفر وشرك ، وهذا الجهل كان سببا في إنكارهم تكفير الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله و وتكفير جنودهم المدافعين عنهم المثبتين لعرشهم وقانونهم ، فجلعوا من حكم عليهم بالكفر لأنهم أعطوا حق الطاعة لغير الله جعلوه تكفيريا خارجيا كفر بغير مكفر وبلا دليل كل من كفر بلا مكفر فقد وافق قول الخوارج .
وهم في هذا صدقوا في الحكم و غلطوا في الأصل ،،،
فأما صدقهم في الحكم فلأنهم لا يرون و لا يقرون بطاغوت الحكم ، و بالتالي عابده والمتحاكم له و جنديه ليس بعابد للطاغوت أصلا عندهم ، فليس فعلهم مناطا كفريا على قولهم ولذا جعلوا تكفيرهم تكفير بلا مكفر فهم صدقوا على أصلهم هذا لأنهم أعلموا الأصل على الفرع و إن كان باطلا على الصحيح .
و أما غلطهم فهو عدم إقرارهم بوجود طاغوت الحكم أو جهل وجوده و هذا سبب لهم تغليط غيرهم و نسبة قولهم للخوارج بلا علم ولا دليل والله المستعان .
من هذا نستفيد :
1. أن فهم وضبط توحيد الألوهية معين على ضبط مسائل الأسماء و الأحكام و الإيمان و الكفر .
2. و فائدة أخرى وهي أن أول خطوة في إقناع من يعارض و ينكر تكفير الطواغيت و جنودهم هو مناقشته في إثبات طاغوت الحكم إذ فاقد الأصول سيخطيء في الفروع ، وكما يقال أثبت العرش ثم انقش .
فيجب على الإنسان أن تكون معه أصول ثابتة يرد إليها الفروع و الجزئيات و يرد بها على الغالطين و المنحرفين أهل الأهواء ...
كتبه الشيخ : أبو عبد الله الليبي