سلسلة .. :: دفع الاتهامات و رد الافتراءات بالحجج البينات :: الحلقة (1) - مدونة هدف
مدونة هدف مدونة هدف
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سلسلة .. :: دفع الاتهامات و رد الافتراءات بالحجج البينات :: الحلقة (1)






سلسلة ..
:: دفع الاتهامات و رد الافتراءات بالحجج البينات ::
الحلقة (1)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين :
أما بعد :
كثيرا يتهم المجاهدون الصادقون بما ليس فيهم و يفترى عليهم من أهل الجهل و حتى ممن ينسب نفسه للعلم ، حتى ترسخت بعض هذه المفاهيم لدى شريحة واسعة من الناس ، مصدقين هذا الكذب و التزوير ، فرأيت من الواجب أن أنافح عن هؤلاء الشباب الطيبين الذين نذروا أعمارهم وأنفسهم في سبيل الله تاركين ملذات الحياة و زهرتها ، شباب حري بنا أن نقبل رؤسهم بدل أن نلمزهم و نصفهم بأشنع الأوصاف ، و لكن هي غربة الزمان التي حدثنا عنه خير الأنام عليه الصلاة والسلام ، و سيكون الأسلوب ميسرا ما استطعت آملا أن تنال القبول من الله وراجيا بها عفوه ومغفرته من زلاتي و هفواتي إنه غفور رحيم .
أقول مستعينا بالله سبحانه ..
قصدت بالمجاهدين الذين لم ينحرفوا ولم يخلطوا جهادهم بباطل العمل و فساد القول و على رأسهم في ذلك " الدولة الإسلامية " و " أنصار الشريعة بليبيا " و غيرهم من المجاهدين الصادقين الذين أقصدهم بدفاعي وإن لم أسمهم ، لكن سميت هؤلاء لأن الواقع الذي أعيش فيه هم فيه ، و ليس استنقاصا من قدر غيرهم فلكل مجاهد علينا قدر وحق بحسب ما معه من حق بحمد لله .
ففي ليبيا الحرب دائرة على أنصار الشريعة و غيرهم فوجب علينا الدفاع عنهم ، وفي العالم كله هم متكالبون على الدولة الإسلامية في كل مكان و كان من حق النصرة و الولاء الدفاع عنهم والذب عنهم فإن المؤمن أخو المؤمن , ولا تتحقق الإخوة الإيمانية إلا بنصر أخيك في أشد ما يتعرض له من أهوال فعند ذلك يكون للولاء معناه الحقيقي .
نصر الله المجاهدين وأيدهم بالتمكين و وحد صفهم وجمع كلمتهم ..
ولا يدخل في المجاهدين من يقاتلون من أجل البرلمانات أو القوميات أو الوطنية ولو تسمو باسم الإسلام و لبسوا رداءه ، ولو نسبهم الإعلام للمجاهدين ، فإن الجهاد مفهوم شرعي و مصطلح علمي لا يطلق على كل من هب ودب ، فله ضوابط وشروط لا يتحقق الوصف إلا بها ..

التهمة الأولى :
أن المجاهدين خوارج أو على عقيدة الخوارج

الدفع و الرد :
لندفع هذه التهمة لا بد من فهم قاعدتين فهما جيدا :
الأولى : إن من يحكم على شيء لابد له من أمرين حتى يصح حكمه :
1. أن يتصور ما يحكم به , ويفهم معناه و مدلوله .
2. أن يتصور المحكوم عليه و هو ( معرفة الواقع ) .
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين :
ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان قوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر؛ فمن بذل جهده و استفرغ وسعه في ذلك لم يعدم أجرين أو أجرا؛ فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله .اهـ

الثانية : في إطلاق المسميات و الأحكام على أصحابها :

قبل إطلاق الحكم و الاسم نحتاج لنتصوره تصورا صحيحا ، فلابد من معرفة معنى ( الخوارج ) أولا قبل أن نصف به غيرنا ، وثانيا لابد من وجود الوصف حقيقة في الموصوف به بمعنى ( أن هذا الاسم لابد أن توجد حقيقته في من سميته به ) , فإن عدم وجود الوصف يجعل الإطلاق محصور في أمرين : ( الكذب أو المجاز ) , و في هذا الباب (الأسماء و الأحكام ) لا يمكن اعتبار المجاز لأن الحكم يترتب عليه عمل , فلم يبقى إلا الأول و هو الكذب .
فالقاعدة الشرعية إذا :
يجب صحة تصور الوصف و تحققه وثبوته في الموصوف به ليكون الإطلاق صحيحا ، و فساد الأول وهو التصور يعني فساد الثاني وهو تنزيل الوصف على المعين .
من هذه المقدمة يتبين لنا بطلان ما يطلقه المرجفون و المنافقون و أهل الفتن و البدع على أهل الجهاد و التوحيد من أنهم ( خوارج) .
فإن هذه الأوصاف أوصاف شرعية لها معان شرعية , و إذا أعملنا عليها القواعد السابقة يتبين لنا جهل هؤلاء البطالين .
فأولا إطلاقهم لهذا الحكم و الاسم يحتاج لتصوره تصورا صحيحا , فلابد من معرفة معنى ( الخوارج ) حتى يصح وصفهم إن ثبت , و حتى نكون عادلين في التعامل معهم , لنفترض أن بعضهم يعرف معنى الخوارج و وما هي عقيدتهم ، لا أنهم يقلدون غيرهم من علماء السوء و أبواق الإعلام ، ككثير من عامة الناس الذين يهذون بما لا يعلمون ، و هم عن طريق الحق ناكبون و الله المستعان

عقيدة الخوارج باختصار هي :

1 . تكفير أصحاب الكبائر .
2 . تكفير عثمان و علي رضي الله عنهما .
3 . بعهم يعتقد أن الأصل في الناس الكفر .
4. بعضهم يقول بخلق القرآن .
5 . بعضهم ينكر عذاب القبر و فتنته .
6 . بعضهم ينكر رؤية الله في الآخرة .
7 . يعتقدون بوجوب الخروج على الأئمة المسلمين .
8 . يرى بعضهم إذا كفر الحاكم كفرت الرعية كلها .
9 . يرى بعضهم كفر من خالفهم و أن دارهم دار كفر و أن من لم يهاجر إليهم فهو كافر .

فهذه بعض معتقداتهم , و كما قلنا من باب العدل مع الذين يطلقون وصف الخوارج على المجاهدين نقول إن بعضهم قد يعلم معنى هذا اللفظ شرعا , لكن يبقى الأمر الثاني وهو هل ينطبق هذا الأمر حقا وصدقا عليهم .
بالرجوع للقواعد السابقة نجد عندنا الأن تصور صحيح فيبقى الحكم الصحيح وهو تصور واقع المجاهدين وعقيدتهم ليصح الحكم عليهم بأنهم خوارج أو ليسوا بخوارج ، لأن ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) .
فهل هؤلاء الذين يلمزون المجاهدين بهذا يعرفونهم حق المعرفة و هل تصوروا معتقدهم حقا ، و علموا من واقعهم هذه الأمور حتى تطلق عليهم , أو هي مجرد اتهامات الغرض منها تنفير الناس منهم إرضاء لطواغيت العرب و العجم و ليسهل عليهم استباحة دمائهم حتى تستباح بلاد المسلمين للكفار و المرتدين بعدها ، نعم هذا هو المقصد الواضح الذي لا مرية فيه ولا يشك فيه من يفهم الأمور كما هي ، سموا الإسلام إرهابا و سموا المجاهدين خوارج ، ليكون قتالهم لهم شرعيا و حتى يقف العامة معهم ويطبلوا للظالم و يسخروا من المظلوم قلبا للحقائق و انحرافا عن الحق ، و ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
لما تتبعنا معتقد المجاهدين لم نجد ما يصف به هؤلاء الأفاكون ، بل وجدناه معتقدا صافيا لا غبش غبش فيه ولا خلط ولله الحمد ، و ها هو أمامكم ملخصا ليعلم الجميع أن صفات الخوارج السابقة ليست فيهم ولا هم يعلمون بها بل هم أشد من ينكرونها :

1 . اعتقادهم أن الأصل في من يعيش بين المسلمين الإسلام و لا ينتقل عن هذا الأصل إلا بارتكاب نواقض الإسلام .
2 . يرون أن التكفير حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم لا بالهوى و الآراء .
3 . لا يكفرون أحدا إلا إذا تلبّس بناقض من نواقض الإيمان , فعند ذلك يتنزل عليه الحكم و الوصف عند توفر الشروط المعتبرة و انتفاء الموانع المعتبرة .
4 .يعتقدون معتقد أهل السنة و الجماعة في مسائل ( عدم القول بخلق القرآن , ثبوت عذاب القبر , ثبوت صفة كلام الله , ثبوت رؤية الله تعالى في الآخرة ) .
5 . يرون أن من يقول بكفر أصحاب الكبائر أنهم من الخوارج .
6 . لا يقولون بالخروج على الحاكم المسلم و هو من ( حكم بالشرع و أقام الكتاب و السنة في حكمه , ولم يوال الكفار و يظاهرهم على المسلمين ) .
8 . و يعتقدون أن كفر الحاكم لا يستلزم كفر الرعية .

فبعد تبيُّن معتقد المجاهدين تبيَّن لنا تزوير و كذب الذين يقولون عنهم خوارج , فإنهم أطلقوا عليهم اسما لا ينطبق عليهم و لا علاقة لهم به .
وبالعودة للقاعدة السابقة وهي قاعدة متفق عليها ، و هي أن إطلاق الاسم على الموصوف لا بد فيه من توفر الوصف حتى ينطبق عليه الاسم و الوصف تماما , فإن لم يتوفر فإما هو من باب المجاز أو من باب الكذب ، والأليق هنا بقولهم هو الثاني ( الكذب ) , فإنهم كذبوا في إطلاق هذا الاسم على من لم يتصف به ولا عمل به , فالكذب في اصطلاح الشرع هو : الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع ، كما فعلوا هنا ، بل كثير ممن يصف المجاهدين بهذا إنما لأنهم على معتقد منحرف في الأسماء و الأحكام فيظنون المجاهدين خوارج لأنهم مرجئة أو جهمية في باب الإيمان و هذا ملحظ مهم يأتي الرد عليه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ..


يتبع ..

بقية الرد على التهمة الأولى
كتبه الشيخ : أبو عبدالله الليبي


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author مدونة هدف  هدف. موقع مهتم بالبرامج الاسلامية والدينية والسنة النبوية.

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مدونة هدف

2020